بداية جديدة

Mawlida Sulaiman

ن تذكر كل التحديات الصعبة التي واجهتها في حياتي يجعل التحديات الجديدة أسهل بالنسبة لي. أعتقد أن كل تحدي يمكن أن يكون له نتيجة إيجابية، وليس كل التحديات تنتهي بنتيجة سلبية.

ربما واجهنا جميعاً تحديات قليلة أو كثيراً سواء أحببنا ذلك أم لا. ولكن ما يجعل هذه التحديات أكثر خصوصية وأسهل هو معرفة الدروس التي يمكن تعلمها منها.

أحد أكبر التحديات التي واجهتني كان العيش في حرب. عندما كنت في سوريا في الثامنة من عمري، بدأت حرب هائلة غيرت حياتي كلها. ذهبت من فتاة سعيدة تعيش بسلام إلى فتاة تحاول الهرب من العنف والقنابل. لقد كان هذا أمراً صعباً للغاية لأنني لم أكن أبداً في هذا الموقف من قبل. كانت كل أفكاري سلبية، وكان  تفكيري فقط في أنه لن يكون هناك حل.

غادرت أنا وعائلتي سوريا وعبرنا الحدود إلى تركيا على أمل الهروب من الحرب والعنف. على الرغم من أنني هربت من الحرب والعنف، إلا أنني لم أتمكن مطلقاً من التخلص من التحديات. كان التحدي الجديد الذي يواجهني هو عدم الحصول على حق حضور المدرسة.

أربع سنوات دون مدرسة جعلني أشعر بالاكتئاب. بصفتي لاجئاً، لم يُسمح لي بالذهاب إلى المدرسة لأن تركيا لم تكن دولتي وكان دفع ثمن اللوازم المدرسية أمراً صعباً جداً.

والدي قدم طلب للحصول على وضع اللاجئ من الأمم المتحدة في العام الأول الذي كنا فيه في تركيا، كان لا يزال لدي بعض الأمل في أن أذهب إلى بلد جديد والحصول على التعليم الذي أريده.

بعد السنوات الأربع التي شعرت فيها بالفراغ وبلا معنى بالنسبة لي بدون مدرسة، حصلت أخيراً على فرصة للمجيء إلى أمريكا.

عندما جئت إلى أمريكا لأول مرة، كان التحدي الذي يواجهني هو تعلم اللغة الإنجليزية. بالطبع، في البداية، شعرت بصعوبة ولكني كنت أعرف أنه يمكنني تعلم اللغة الإنجليزية في النهاية. على الرغم من هذا التحدي الجديد، شعرت بثقة أكبر في قدرتي على القيام بذلك. لقد علمتني التحديات السابقة مثل العيش في سوريا أنني أستطيع أن تعلم اللغة الإنجليزية لن يكون شيئاً بالمقارنة.

بصفتي متعلمت اللغة الإنجليزية وشخصاً جديداً في أمريكا، كانت مدرستي الأولى هي مدرسة ساوثبورت الثانوية بعد عدة سنوات من الاشتياق لأجل التعليم. طوال عامين ونصف، جميع معلمي وأصدقائي في مدرسة ساوثبورت الثانوية شجعو جميع التحسينات والإنجازات التي حققتها. وعلى الرغم من أنني أغاد، متجها إلى مدرسة مختلفة تماماً، فإن العمل الشاق الذي قمت به، ومشاعري التي كانت لدي، ستكون جميعها في مدرسة ساوثبورت إلى الأبد.

كل هذه التحديات السابقة أعدتني للمستقبل. الآن لدي المزيد من القوة. أن النظر إلى الوراء إلى كل التحديات، فقط يعطيني شعورا بالأمل، وكلمة “كل شيء سيكون بخير” في عقلي.

أعلم أنه من الصعب في بعض الأحيان التركيز على الإيجابية عندما نكون في مواقف صعبة. ولكن هدف هذه التحديات هو  لجعلنا أقوى وليس أضعف. يهدف هذه التحديات إلى جعلنا مواجهة تحديات أكثر صعوبة.